کد مطلب:241336 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:280

تدبیر فصول السنة شهر نیسان
قال الامام علیه السلام: نیسان ثلاثون یوما فیه یطول النهار و یقوی مزاج الفصل، و یتحرك الدم و تهب فیه الریاح الشرقیة، و یستعمل فیه المآكل المشویة، و ما یعمل بالخل و لحوم الصید و یعالج الجماع [1] والتمریخ [2] بالدهن فی الحمام، و لا یشرب الماء علی



[ صفحه 111]



الریق [3] ، و یشم الریاحین والطیب.

شهر أیار

قال الامام علیه السلام: أیار أحد و ثلاثون یوما، تصفو فیه الریاح [4] و هو آخر فصل الربیع و قد نهی عن الملوحات واللحوم الغلیظة كالرؤوس و لحوم البقر واللبن، و ینفع فیه دخول الحمام أول النهار و تكره فیه الریاضة [5] قبل الغداء.

حزیران

قال الامام علیه السلام: حزیران ثلاثون یوما، یذهب به سلطان البلغم والدم، و یقبل زمان المرة الصفرا [6] ، و ینهی فیه عن التعب [7] و أكل اللحم دائما والاكثار منه، و شم المسك والعنبر [8] ، و ینفع فیه أكل البقول الباردة كالهندباء و البقلة الحمقاء، و أكل الخضر كالخیار والقثاء والشیرخشت والفاكهة الرطبة، و استعمال المحمضات، و من اللحوم



[ صفحه 112]



لحم المعز الثنی والجدی [9] ، و من الطیور الدجاج والطیهوج والدراج والألبان [10] والسمك الطری.

تموز

قال الامام علیه السلام: أحد و ثلاثون یوما، فیه شدة الحرارة و تفور المیاه، و یستعمل فیه شرب الماء البارد علی الریق، و تؤكل فیه الأشیاء الباردة الرطبة، و یكثر فیه مزاج الشراب [11] و تؤكل فیه الأغذیة اللطیفة السریعة الهضم، كما ذكر فی حزیران.

آب

قال الامام علیه السلام: أحد و ثلاثون یوما، فیه تشتد السموم و یهیج الزكام باللیل، و تهب الشمال، و یصلح المزاج بالتبرید والترطیب و ینفع فیه شرب اللبن الرائب [12] ، و یجتنب فیه الجماع والمسهل، و یقل من الریاضة و تشم من الریاحین الباردة.



[ صفحه 113]



ایلول

قال الامام علیه السلام: ثلاثون یوما، فیه یطیب الهوی و یقوی سلطان المرة السوداء [13] و یصلح شرب المسهل، و ینفع فیه أكل الحلاوات و أصناف اللحوم المعتدلة كالجدی والحولی من الضأن [14] و یجتنب فیه لحم البقر، و الاكثار من الشواء و دخول الحمام، و یستعمل فیه الطیب المعتدل المزاج، و یجتنب فیه أكل البطیخ والقثاء.

تشرین الأول

قال الامام علیه السلام: أحد و ثلاثون یوما، فیه تهب الریاح المختلفة و یتنفس [15] فیه ریح الصبا [16] ، و یجتنب فیه الفصد و شرب



[ صفحه 115]



الدواء، و یحمد فیه الجماع، و ینفع أكل اللحم السمین والرمان المز [17] والفاكهة بعد الطعام، و یستعمل فیه أكل اللحوم بالتوابل [18] ، و یقلل فیه من شرب الماء و یحمد فیه الریاضة.

تشرین الثانی

قال الامام علیه السلام: ثلاثون یوما، فیه یقطع المطر الوسمی [19] ، و ینهی فیه عن شرب الماء باللیل، و یقلل فیه من دخول الحمام والجماع، و یشرب كل یوم بكرة جرعة ماء حار، و یجتنب فیه أكل البقول الحارة كالكرفس والنعناع والجرجیر.



[ صفحه 116]



كانون الأول

قال الامام علیه السلام: أحد و ثلاثون یوما، تقوی فیه العواصف [20] و تشتد فیه البرد، و ینفع فیه كل ما ذكر فی تشرین الثانی، و یحذر فیه من أكل الطعام البارد، و یتقی فیه الحجامة والفصد، و تستعمل فیه الأغذیة الحارة بالقوة والفعل [21] .

كانون الثانی

قال الامام علیه السلام: أحد و ثلاثون یوما، یقوی فیه غلبة البلغم [22] و ینبغی أن یتجرع [23] فیه الماء الحار علی الریق، و یحمد فیه الجماع، و ینفع الأحشاء مثل البقول الحارة كالكرفس والجرجیر والكراث، و ینفع فیه دخول الحمام أول النهار، والتمریخ بدهن الخیری [24] و ما ناسبه، و یحذر فیه الحلق [25] و أكل السمك الطری واللبن.



[ صفحه 117]



شباط

قال الامام علیه السلام: ثمانیة و عشرون یوما، تختلف فیه الریاح، و تكثر الأمطار، و یظهر فیه العشب، و یجری فیه الماء فی العود، و ینفع فیه أكل الثوم و لحم الطیر والصیود والفاكهة الیابسة، و یقلل من أكل الحلاوات، و تحمد فیه كثرة الجماع والحركة والریاضة.


[1] أي يزاول و يرتكب، لمناسبته لكثرة الدم و سيلانه و كثرة تولد المني فيه. و في القاموس: مرخ جسده - كمنع -: دهنه بالمروخ، و هو ما يمرخ به البدن من دهن و غيره كمرخه - انتهي -.

[2] التمريخ: التدهين.

[3] و في بعض النسخ و «يشرب» والأول اوفق بقول الأطباء.

[4] أي من الغبار لعدم شدتها أو لحدوث الرطوبات في الأرض، أو كناية من عدم تضرر الناس بها.

[5] الرياضة: التعب والمشقة في الأعمال.

[6] لأن الفصل حار يابس، و موافق لطبع الصفراء، فهو يولدها و يقويها.

[7] لأنه بسبب شدة حرارة الهواء و تخلخل مسام البدن يتحلل كثير من المواد البدنية، والتعب والرياضة موجبة لزيادة التحليل و ضعف البدن.

[8] أكل اللحم الدسم يوجب تهيج الصفراء، و شم المسك والعنبر ليبسهما لا يناسبان الفصل، و يوجبان وجع العين والصداع والزكام.

[9] الجداء - بالكسر - جمع الجدي من أولاد المعز. و انما يناسب أكل هذه اللحوم في هذا الفصل للطافتها و سرعة هضمها، و ضعف الهاضمة في هذا الفصل لتفرق الحرارة الغريزية و ضعف القوي.

[10] و يحتمل أن يكون المراد باللبن (الماست)، لشيوع استعماله فيه، و هو يناسب الفصل، و يحتمل اللبن الحليب لأنه يدفع اليبوسة، و يوجب تليين الصفراء في بعض الامزجة.

[11] أي الشراب الحلال بتبريده بالماء البارد.

[12] اللبن الرائب: الماست، أو الذي أخرج زبده، و في القاموس: راب اللبن روبا و رؤوبا - خثر أي غلظ - و لبن رؤب ورائب أو هو ما يمخض و يخرج زبده - انتهي -.

[13] أي سلطنتها و استيلاؤها، لكونها باردة يابسة، والفصل ايضا كذلك، و لذا يكثر فيه حدوث الأمراض السوداوية.

[14] ما أتي عليه حول من ذي حافر و غيره.

[15] و «تنفس» أي تشرع في الهبوب.

[16] يقظة الفجر مع ريح الصبا:

قال تعالي: (و قرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) [الأسراء: 78] يرغب القرآن بالنوم المبكر والاستيقاظ منذ الفجر، و قد روي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: «بورك لأمتي في بكروها» و قال: «ركعتا الفجر خير من الدنيا و ما عليها»، و تحقيقا لذلك، أمر عليه الصلاة والسلام بعدم الزيارات بعد العشاء بقوله: «لا تجتمعوا بعد صلاة العشاء الا لطلب العلم».

أما الفوائد الصحية التي يجنيها الانسان بيقظة الفجر فهي كثيرة منها:

1- تكون أعلي نسبة لغاز الاوزون (3o)في الجو عند الفجر، و تقل تدريجيا حتي تضمحل عند طلوع الشمس، و لهذا الغاز تأثير مفيد للجهاز العصبي، و منشط للعمل الفكري والعضلي، بحيث يجعل ذروة نشاط الانسان الفكرية والعضلية تكون في الصباح الباكر، و يستشعر الانسان عندما يستنشق نسيم الفجر الجميل المسمي بريح الصبا، لذة و نشوة لا شبيه لها في أي ساعة من ساعات النهار او الليل.

2- ان أشعة الشمس عند شروقها قريبة الي اللون الأحمر، و معروف تأثير هذا اللون المثير للاعصاب، والباعث علي اليقظة والحركة، كما أن نسبة الأشعة فوق البنفسجية تكون أكبر ما يمكن عند الشروق، و هي الأشعة التي تحرض الجلد علي صنع فيتامين (د).

3- الاستيقاظ الباكر يقطع النوم الطويل، و قد تبين أن الانسان الذي ينام ساعات طويلة و علي و تيرة واحدة يتعرض للاصابة بأمراض القلب، و خاصة مرض العصيدة الشرياني Atherosclerosis الذي يؤهب لهجمات خناق الصدر، لأن النوم ما هو الا سكون مطلق، فاذا دام طويلا أدي ذلك لترسب المواد الدهنية علي جدران الأوعية الشريانية، و منها الشرايين الاكليلية القلبية Coronarya، و لعل الوقاية من عامل من عوامل الامراض الوعائية، هي احدي الفوائد التي يجنيها المؤمنون الذين يستيقظون في أعماق الليل متقربين لخالقهم بالدعاء والصلاة قال تعالي في سورة الفرقان: (والذين يبيتون لربهم سجدا و قياما) [الفرقان: 64] . و قال ايضا يرغب في التهجد في سورة المزمل: (ان ناشئة الليل هي أشد وطأ و أقوم قيلا) [المزمل: 6] و ناشئة الليل هي القيام بعد النوم.

4- من الثابت عمليا أن أعلي نسبة للكورتزون في الدم هي وقت الصباح حيث تبلغ (22-7) مكرو غرام / 100 مل بلاسما، و أخفض نسبة له تكون مساء حيث تصبح أقل من (7) ميكروغرام / 100 مل بلاسما، و من المعروف أن الكورتزون هو المادة السحرية التي تزيد فعاليات الجسم، و تنشط استقلاباته بشكل عام، و يزيد نسبة السكر في الدم الذي يزود الجسم بالطاقة اللازمة له.

و اذا ما أضفنا هذه الفوائد الي تلك التي بيناها عند الحديث عن الصلاة والوضوء نجد أن المسلم الملتزم بتعاليم القرآن، هو انسان فريد بالفعل، حيث يستيقظ باكرا و يستقبل اليوم الجديد بجد و نشاط، و يباشر اعماله اليومية في الساعات الأولي من النهار، حيث تكون امكاناته الذهنية والنفسية والعضلية علي أعلي مستوي، مما يؤدي لمضاعفة الانتاج، كل ذلك في عامل ملؤه الصفاء والسرور والانشراح ولو تصورنا أن ذلك الالتزام أخذ طابعا جماعيا فسيغدو المجتمع المسلم، مجتمعا مميزا فريدا، و أهم ما يميزه هو أن الحياة تدب فيه منذ الفجر.

[17] والمز - بالضم - بين الحامض والحلو.

[18] و هو ما يطيب به الطعام كالفلفل والكمون، و لعل المراد بالتوابل هنا الأدوية الحارة، و يحتمل شمولها لغيرها مما يمزج باللحم من الحمص والماش والعدس و أشباهها، و في القاموس: التابل - كصاحب و هاجر و جوهر - أبزار الطعام و الجمع توابل - انتهي -.

[19] أما مطلقا، أو ينقلب بالثلج، و يؤيد الأخير أن في أكثر النسخ «المطر الوسمي» و في القاموس: الوسمي مطر الربيع الأول - انتهي - و يحتمل أن يكون المعني الامطار الدفعية الكبيرة القطر.

[20] العواصف: الرياح القوية الشديدة.

[21] الحارة بالقوة هي التي حرارتها بحسب المزاج كالعسل، والظاهر أن المراد بالبارد ايضا أعم من البارد بالقوة و بالفعل بقرينة المقابلة.

[22] لأنه بارد رطب، والفصل ايضا كذلك.

[23] التجرع: شرب الشي ء جرعة جرعة بالتدريج، و تجرع الماء الحار يرقق البلغم و يذيبه، و كذا دخول الحمام يلطف البلغم و يحلله.

[24] والخيري هو الذي يقال له بالفارسية «شبو» و له أنواع من ألوان مختلفة.

[25] و في بعض النسخ «الحلو» و هو مخالف لقول الاطباء بل الأول ايضا، و لذا حمله بعضهم علي الحلق في موضع تؤثر برودة الهواء في الرأس و يصير سببا للزكام، و هو خطأ، لأنه قد جرب أصحاب الزكام أن ترك حلق (كل) الرأس أو وسطه في الشتاء ينفعهم لعدم انصبابه علي العين والاسنان والصدر.